في ماراثون المرحلة الرابعة لانتخاب مدير عام اليونسكو

دخلت معركة اختيار مدير عام لليونسكو للاربع سنوات القادمة مرحلة حاسمة يخطو خلالها فاروق حسني مرشح مصر بخطي بطيئة لكنها ثابتة نحو المنصب الدولي الرفيع. كأول مدير عربي مسلم لاحدي منظمات الأمم المتحدة المهمة.. حيث تتولي المجالات الثقافية والعلوم والتربية وبعد الجولة الثالثة التي واصل خلالها تفوقه في الاقتراع السري الذي أجراه المجلس التنفيذي للمنظمة وحصل علي 25 صوتا تلاه الأوروبيتان. البلغارية ايرينا بكوفا والتي حصلت علي 13 صوتا ثم النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر في المركز الثالث برصيد 11 صوتا. قبل ان تنسحب لصالح رفيقتها الأوروبية وتتغير الموازين في تصويت المرحلة الرابعة مساء أمس.
يتمثل تغير الموقف الأوروبي في الاتفاق علي مرشح واحد فقط بعدما كان يمثلها 3 مرشحين في الانتخابات. قبل انسحاب فيريرو. واللتوانية اينا مارشيليونتي التي انسحبت قبل الجولة الثالثة من الانتخابات.
اشارت مصادر مقربة من الوفد المصري إلي أن هذا "الانسحاب يزيد من صعوبة الموقف علي المرشح المصري. إذا استطاعت المرشحة البلغارية الحصول علي جميع أصوات فيريرو". والتي كانت قد حصلت في الجولة الثالثة علي 11 صوتا مقابل 13 صوتا لبكوفا.
أضافت ان الجولة الرابعة. تشهد منافسة قوية بين المرشح المصري فاروق حسني وزير الثقافة. والمرشحة البلغارية. ومرشحة الأكوادور ايفون بافي التي حصلت علي 9 أصوات في الجولة الثالثة".
وعقب اعلان خبر الانسحاب عقد الوفد المصري في باريس اجتماعا لبحث الخطوات التي يجب اتخاذها. لتحقيق الفوز للمرشح المصري.
اشار إلي أن الحركة نشطة للوفد المصري لإجراء لقاءات مع السفراء أعضاء المجلس التنفيذي في المنظمة. لضمان تأييد الدول التي سبق وأن اعطت لحسني. وعددها 25 دولة. واستغلال فرصة انسحاب فيريرو في الحصول علي أصوات اضافية من الدول التي تدعمها لتحقيق الفوز.
الصورة أصبحت تحمل وجهين. الأول مبشر ويعتمد علي استمرار التقدم للمرشح المصري بنفس الخطي. وصولا للجولة الحاسمة اليوم مع المرشحة البلغارية. ومعولا علي أصوات أمريكا اللاتينية التي ستكون طوق النجاة الذي يعبر بفاروق حسني إلي بر الأمان. والأشد تفاؤلا يقول إن الأكوادور تسقط أمام القوتين العربية والأوروبية. لكن التخوف من أن الضغط الأمريكي علي الأكوادور قد يذهب بأصواتها إلي أوروبا في صفقة أمريكية أوروبية لاقصاء العرب.
لقد تأزم الموقف بعد انسحاب النمسا لصالح المرشحة البلغارية فإذا حصدت البلغارية علي كل أصوات بينيتا أصبح لها 24 صوتا بفارق صوت واحد لصالح المرشح المصري والذي ستحسمه الجولة الخامسة غدا إذا لم يحسمها أي من الطرفين "اليوم.
ويبدو أن التقدم البطئ لمسيرة وزير الثقافة فاروق حسني له تفسير واحد هو نجاح الحملات الصهيونية الأمريكية ضده. منذ بداية العام الحالي والتي تنوعت بين مزاعم معاداة السامية وحرق الكتب وغيرها من الأكاذيب. لكنه رغم ذلك تقدم علي منافسيه للمنصب بفارق مريح في الجولات السابقة لانتخابات اليونسكو لاختيار مدير عام جديد.
هناك من يعتقد بين كواليس الانتخابات ان أوروبا تعمدت الدفع بالنمسا قبل إغلاق موعد الترشيح بيوم واحد لتنفيذ هذا المخطط والوصول إلي اليونسكو علي حساب المرشحين الآخرين ولاقصاء أعلي مرشح كما حدث مع المرشح المصري وبذلك تظهر أوروبا متحدة ولم تخسر شيئا حيث إن بينيتا ستحتفظ بمكانتها وعملها بالمنظمة الدولية وستظهر كبطلة أوروبية.
ولو كانت الانتخابات قد سارت منذ البداية بشكل طبيعي وبدون تحريض أو ضغوط لحققت مصر والعرب فوزا تاريخيا في الجولة الأولي وبدون منافس وبعدد أصوات يفوق الثلاثين صوتا. لكن حسني لم يحقق الأغلبية التي يحتاج إليها للفوز بالمنصب وسيستمر التصويت في جولة رابعة وربما خامسة حاسمة.
من جهة أخري دعت فرنسا أمس التي يوجد بها المقر الدائم لليونسكو كافة المرشحين للمنصب الرفيع إلي الدفاع عن المبادئ الأساسية التي جاءت في ميثاق المنظة. وخاصة التسامح والحوار بين الثقافات.
جاء ذلك في تعليق من مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريشتين فاج علي دعوة المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر التي سحبت ترشيحها للمنصب إلي الاحترام الكامل للقيم الأخلاقية ومثل اليونسكو التي هي علي المحك في الانتخابات الجارية لاختيار المدير العام القادم للمنظمة.
وأشادت الخارجية الفرنسية بفالدنر وحيت تصميمها وكفاءتها خلال حملتها الانتخابية لليونسكو.
كما أعرب وزير خارجية النمسا ميخائيل شبندل إجر عن أسفه لانسحاب مرشحه النمسا بنيا فيرير فالدنر من سباق الترشيح لرئاسة منظمة اليونسكو عقب الجولة الثالثة للتصويت.
قال إجر في تصريح صحفي أمس "النمسا رشحت مفوضة المجموعة الأوروبية للعلاقات الخارجية للمنافسة علي هذا المنصب. وهي التي أظهرت خبرات وكفاءة منقطعة النظير في جميع المناصب التي تولتها فضلا عن منصبها الحالي في المفوضة الأوروبية. ورغم الدعم المتزايد من الدول الأوروبية. لم تنجح للأسف في تأمين الأغلبية المطلوبة للفوز بهذا المنصب.