ليل ونهار
بقلم: محمد صلاح الدين
Salaheldin-g@hotmail.com * يوم "عيد الحب" أو "الفلانتين" الذي يتم الاحتفال به عالمياً يوم 14 فبراير .. ومحليا يوم 4 نوفمبر .. هذا اليوم في حد ذاته لا يجلب السعادة للجميع !! خاصة في زمن الكراهية والانانية والذاتية حيث يصبح وكأنه عبث وضحك على الذقون .. فمن ذا الذي يمكن ان يتصل بك ليقول لك عيداً سعيداً دون أن يكون له أو تكون لها مصلحة وتستعجل في قضائها .. أو آخر يريد أن يغازل على قفا هذا اليوم !!
وقد لاحظ ذلك العديد من الناس في الخارج ، خاصة مع الشعور بالوحدة وبالتعاسة ، وهو ما يحاول البعض استيراده لنا بحجة المدنية والعولمة ، للقضاء على الدفء الموجود عندنا في الشرق ، والذي تأثر بالفعل بفضل الهوس المادي الغالب على القلوب التي بدأت تتآكل بفعل "المصلحة" .. المهم ان أحدهم ويدعى بيت ماديسون ألف كتاباً وسماه "أنا أكره عيد الحب".. ويبدو أنه استهوى صناع السينما الأمريكية وقدموا فيلما بنفس العنوان .. كان ذكاء من الموزعين عندنا انهم عرضوه في هذا الوقت بالذات !!
أما أغرب ما في الفيلم ان الاخراج والمشاركة في كتابة السيناريو لسيدة ، الأطرف انها بطلته الأولي وهي "نايا فاردوليس".. ولكنها مع ذلك قدمت موضوعها بشكل رومانسي كوميدي ، حتى تخفف من وقع الكلام عن مآسي الحب ، لا عن فضائله !!
الأحداث تدور بشكل بسيط للغاية حول امرأة لديها محلا للزهور ، ومعها مجموعة مساعدين تبث لهم مشاكلها وعقدها في انها تبيع ما يسعد الناس ، ولكنها تضع عراقيل أمام من يخطب ودها ، حتى يتقرب منها جريح "جون كوربيت" وهو مستأجر جديد لمطعم بجوارها .. وعندما تتعامل معه بنفس شروطها يطفش منها ، حتى نعلم ان والدها هو سبب عقدتها لتركه لأمها والارتباط بأخرى ، ولكن في نهاية الفيلم يعود الحبيبان إلى بعضهما بشكل رومانسي ، يؤكد على أهمية الحب مهما لقينا فيه من متاعب !!
ينجح الفيلم في تقديم صورة مبهجة رغم ما فيها من مشكلات ، ويكفي اختيار محل الزهور للتعبير عن المعنى .. ويقول أيضا اننا قد نتعقد وقد نخطيء ، ولكن المهم ألا نكابر ونفكك عقدنا !!
* قد تكون الميزة الوحيدة لهذا اليوم هى أن يتذكره المتزوجون ، دون أن يلوم أحدهما الآخر على هذا الارتباط القدري المحتوم !!
* بعد الجزرة والأنبوبة وغيرهما من مصائب القطارات ، عاد عامل التحويلة ليترك مكانه لاحساسه المهين بعدم أهميته ، في وقت صنعوا الأهمية فقط لأصحاب الجاه والمال .. والله فكرتونا بتحفة عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة "المنسي" .. عندما قال له كرم مطاوع في مأثورات السينما عندنا : " أنتم مجرد حشرات .. هاموش " !!
* كان زمان أيام العز توجد فئة اسمها " المفتشون " ، كانت لها شنة ورنة بمجرد ظهور أحدهم حتى في الباص ، يرتعد فيها الراكب قبل العامل .. أين هم ؟ ولماذا سابت البلد إلى هذه الدرجة ؟! افتحوا الباب لكل المؤهلات للالتحاق بهذه المهن .. وعوضوهم بالمرتبات المجزية والمزايا الأخرى حماية للأرواح !!
* جنود الاحتلال العائدون من العراق وأفغانستان يعانون أمراضاً نفسية عويصة .. فقد وجدوا أنفسهم يقتلون بشراً .. بينما بلادهم مازالت تدافع عن الحيوانات .. دنيـا !!
* أصبحت هناك ضرورة قومية لانشاء "بنك السينما" ، يشارك في مجلس إدارته من يفهمون في اقتصاديات السينما مثل معظم الدول المتقدمة .. صدقوني المسألة تستاهل إنقاذاً سريعاً وعاجلا ً!!